وكانوا دائما يلتقطون الصور الفوتوغرافية لبعضهم حفاظا على ذكريات هذا الحب العذري وعندما انتهى من تحميض الصور وقبل خروجه من المحل رتب كل شيء ووضعه في مكانه من اوراق ومواد كيميائيه الخاصه بالتحميض لان حبيبته تكن معه نظرا لارتباطها بموعد مع امها .
وفي اليوم التالي اتت الفتاه لتقوم بعملها في الاستوديو في الصباح الباكر، واخذت تقوم بتحميض الصور ولكن حبيبها في الامس اخطأ في وضع الحمض الكيميائي . بمكان غير آمن وحدث مالم يكن بالحسبان. بينما كانت الفتاه تشتغل رفعت رأسها لتاخذ بعض الاحماض الكيميائيه وفجأه وقع الحمض على عيونها وجبهتها وماحدث ان اتى كل من في المحل مسرعين اليها وقد رأوها بحالة خطرة واسرعوا بنقلها إلى المستشفى وابلغوا صديقها بذلك.
عندما علم صديقها بذلك عرف ان الحمض الكيميائي الذي انسكب عليها هو اشد الاحماض قوة، فعرف انها سوف تفقد بصرها. تعرفون ماذا فعل لقد تركها ومزق كل
الصور التي تذكره بها وخرج من المحل ولايعرف اصدقائه سر هذه المعاملة القاسيه لها.
ذهب الاصدقاء الى الفتاه بالمستشفى للاطمأنان عليها فوجدوها باحسن حال وعيونها لم يحدث بها شيء وجبهتها قد اجريت لها عملية تجميل وعادت كما كانت متميزة بجمالها الساحر. خرجت الفتاه من المستشفى وذهبت الى المحل نظرت الى المحل والدموع تسكب من عيونها لما رأته من صديقها الغير مخلص الذي تركها وهي باصعب حالاتها حاولت البحث عن صديقها ولكن لم تجده في منزله. ولكن كانت تعرف مكان يرتاده صديقها دائما فقالت في نفسها ساذهب الى ذلك المكان عسى ان اجده هناك.
ذهبت الى هناك فوجدته جالسا على كرسي في حديقة مليئة بالاشجار اتته من الخلف وهو لايعلم وكانت تنظر اليه بحسرة لانه تركها وهي في محنتها. وفي حينها ارادت الفتاه ان تتحدث اليه فوقفت امامه بالضبط وهي تبكي وكان العجيب في الامر ان صديقها لم يهتم لها ولم ينظر حتى اليها.
هل تعلمون لماذا ؟
ان صديقها لم يراها لانه اعمى فقد اكتشفت الفتاه ذلك بعد ان نهض وهو متكأ على عصى يتخطأ بهاخوفا من الوقوع.
لكن السؤال كيف أصبح أعمى ؟
اتذكرون عندما انسكب الحمض على عيون الفتاه ؟
اتذكرون عندما مزق الصور التي كانت تجمعهم مع بعضهم؟
اتذكرون عندما خرج من المحل ولايعلم احد اين ذهب ؟
لقد ذهب صديقها الى المستشفى وسال الدكتور عن حالتها وقال له الدكتور انها لن تستطيع النظر فانها ستصبح عمياء.
وقد قرر ان يتبرع لها بعيونه.
فضل ان يكون هو الاعمى ولا تكون صديقته هي العمياء. لقد اجريت لهم عمليه جراحيه تم خلالها نقل عيونه لها ونجحت هذه العملية
وبعدها ابتعد صديقها عنها لكي تعيش حياتها مع شاب آخر يستطيع اسعادها فهو الآن ضرير لن ينفعها بشيء.
لفتاه عندما عرفت ذلك وقعت على الارض وهي تراه أعمى وكانت الدموع تذرف
من عيونها بلا انقطاع ومشى صديقها من امامها وهو لايعلم من هي الفتاة التي تبكي. وذهب الشاب بطريق وذهبت الفتاة بطريق آخر. لكن الفتاة أرادت معرفة سبب فقدان حبيبها لعينيه، بدأت تتحرى فذهبت إلى عائلته و أصدقائه لكن لم تجد الإجابة عند أي أحد منهم. مرت الأيام لم يعد الشاب وتزوجت الفتاة بعد ان فقدت الأمل في رؤية حبيبها من جديد. لكن الذكريات لم تتركها تنسى وعادت تبحث من جديد عليه وعن السبب الذي دفعه ليهجرها. سألت صديقاتها وعائلتها ان كان قد جاء لزيارتها، لكن لم يره أحد هذا ما كانت تسمع دائما. ازداد عليها الهم والحزن وألم الفراق فذهب إلى أحد الأطباء النفسيين وسألته عن طريقة للتخفيف عنها. حكت له ما حدث لها وعندما وصلت لحادثة الحمض والعين استغرب الطبيب وقال لها كيف استرجت نضرك ؟ قال لها يستحيل ان ان لا تصاب عينيك. خرجت وذهب للمستشفى الذي أجرت فيه العملية الجراحية. بدأت تسأل الأطباء وألحت عليهم، فقالوا لها أنه قد تم التبرع لك بالعينين من قبل شخص ما، وهذا الشخص هو حبيبها. انهارت الفتاة عندما عرفت وصدمت وندمت لإنها لم تتحدث مع حبيبها عندما وجدته بالحديقة. لكن ما حدث قد حدث لا ينفع الندم ولا تستطيع النسيان، طلبت الطلاق وذهبت للبحث عن حبيبها . لكن للأسف رحلة البحث كانت طويلة ويئست وقررت ان تتابع حياتها، وتحاول النسيان مع الوقت وللأسف ذلك ماحدث. لا حبيبها !! ولا الحياة الذي أرادها لها حبيبها.
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء